"رياض نيقولا" الموهبة المميزة على مستوى العالم
في أمسية مميزة على البيانو
أحمد بيطار
الأربعاء 31 كانون الأول 2008
"أنت آية في الإعجاز، فليباركك الله يا رياض نيقولا".

بهذه الكلمات المختصرة، حاول القس "إبراهيم نصير" رئيس الطائفة الانجيلية في مدينة "حلب" أن يصف عزف الشاب "رياض" على البيانو في
الأمسية التي أقيمت مساء يوم الأحد 28/12/2008 في دار التربية الثقافية في منطقة "الفيلات".
"سن صغير وموهبة كبيرة" عبارة يمكن أن تصف حال الشاب "رياض نيقولا" إنما بشيء من الظلم له! هذا الشاب الحائز على العديد من الجوائز
العالمية مثل فوزه بالجائزة الأولى في مسابقة لعزف البيانو أقيمت في فرنسا وأخرى في بريطانيا داخل الجامعة الملكية البريطانية في العام
/2008/، ونيله المركز الثاني في مسابقة "زايلر" العالمية للبيانو في اليونان، وفوزه بجائزة "Educational Award"
في مسابقة لندن العالمية للبيانو في العام /2005/ وجائزة "دمشق" الأولى للبيانو في العام /2004/؛ إنما عمره هو /19/ عاما فقط!
هذه الانجازات التي حققها في هذه السن الصغيرة لهي جزء من مسيرة مميزة لهذا العازف الشاب الذي شكل ظاهرة موسيقية كبيرة واسماً بدأ يلمع
في أوساط أوروبا والعالم. وقد حاز هذا الشاب الرعاية من قبل السيدة "أسماء الأسد" عقيلة رئيس الجمهورية من خلال دعمها له وتتبعها
لأخباره، ضمن سعيها الدائم لدعم الشباب الطموح وذي الموهبة. كل ما سبق ذكره يبشر بمستقبل نجم سيمتد ذكره للأجيال القادمة.
أمسية لا تنسى...
خلال زيارته القصيرة إلى "سورية" ومسقط رأسه مدينة "حلب" قادما من "لندن" التي يدرس في جامعتها الملكية في منحة مقدمة من الحكومة
البريطانية، قرر الشاب "رياض" تقديرا منه لهذه المدينة إحياء أمسية لا تنسى عزف فيها بإحساس عميق وانسجام كامل..
عزف بديع نقلنا إلى آفاق بعيدة ساحرة وسط صمت

مطبق من الحاضرين الذين أنصتوا بكامل جوارحهم إلى ألحان اعتادوا أن يسمعوها ويروها فقط على شاشات التلفاز مؤداة من قبل العازفين
المحترفين والتي لم يكن لأحد أن يتخيل أن تعزف أمامه مباشرة من قبل عازف سوري الأصل والمولد. يقول الشاب "نديم طحان" ممن حضروا
الأمسية:
«أحضر العديد من حفلات الموسيقية والتي للأسف ليست كثيرة في مدينة "حلب"، وبالنسبة إلى عمره الصغير، يعتبر هذا الفتى عبقريا وذا
موهبة غير طبيعية. ولقد حضرت الكثير من الحفلات إلا أنني لم أر مثل هذه المرونة في الأصابع والعزف من قبل».
هذه الموهبة وهذا الإبداع رافقه دعم كبير من أهله. يقول السيد "اميل نيقولا" والد الشاب "رياض":
«أي أب لو كان في مكاني ورأى ولده يعزف بهذا التألق كان سيشعر بالفخر، جاء هذا التألق نتيجة جهد مستمر وأداء متواظب لكونه يحب
الموسيقا منذ صغره، وأود أن أقول أن لوالدته فضلاً كبيراً فيه وكانت تدعمه وتتواجد معه أثناء تدريباته في المعهد الموسيقي عندما كان
صغيرا».
الموهبة... ومن ثم التوجيه
ببساطة وتواضع يقول الشاب "رياض" عن الأمسية وحضور الجمهور الذي ملأ الصالة:
«طبعا أنا سعيد وأشكر الجميع على تواجدهم».
وسألناه عن الفرق بين العزف في المحافل الدولية وبين العزف أمام الأهل وفي الوطن فأجاب:
«عادة ما يرافق المشاركة في المسابقات الدولية توتر كبير على اعتبار أن هناك منافسة على المحك، أما هنا فالأمر أهين على اعتبار أن هنا
أهلي ولا يوجد ضغط ولا منافسة».
موهبة فذة، وتألق لافت؛ هذا ما يمكن به وصف أداء الشاب "رياض نيقولا" والذي يعبر عن حلم الشاب الطموح والذي وصل للعالمية انطلاقا من
أمر يحبه، ومنطلقا من الوطن الأم من سورية.